قاعدة الثواني الخمس: غيّر حياتك من خلال ممارسة الجرأة اليومية
5، 4، 3، 2، 1 انطلق إذا كنت واحدًا ممن يريدون تغيير حياتهم إلى الأفضل، فلا شكّ أنّك قرأت في مكتبة ما أو سمعت عن كتاب قاعدة الثواني الخمس أو the 5 second rule من تأليف ميل روبنز، أو أنك رأيت مؤلفة الكتاب على شاشة التّلفاز أو منصّة اليوتيوب.
فهذا الكتاب يعدّ من أكثر الكتب التي حظيت بشعبية كبيرة لدى القرّاء، وذلك لأنّه يقدّم حلولا عملية من جهة، ويضغط من جهة أخرى على الوتر الحسّاس الذي يتمنّاه كلّ إنسان في حياته ، ألا وهو التغيير، ولذلك فنحن في هذه المقالة بصدد الحديث، و إعطاء نبذة عن أهم ما جاء في ذلك الكتاب، فلننطلق:
![]() |
قاعدة الثواني الخمس |
1- ماهي قاعدة الثواني الخمس ؟
هي قاعدة أو اداة اكتشفتها ميل روبنز، تقوم على العدّ من 5 إلى 1، ثمّ الشّروع في تنفيذ الأمر الذي يجول بخاطرك دون أنْ تترك المجال لدماغك للتّفكير، وقد تمكّنت من خلالها من تغيير حياتها وحياة الكثير من النّاس حول العالم، والذين أرفقت ميل صور رسائلهم في الكتاب.
2- أهم مبادئ هذه القاعدة
هذه القاعدة لا تقوم بالتّأكيد على مجرّد العدّ، ولكنّها تمسّ الكثير من المفاهيم و السّلوكيات الخاطئة التي تعوّدنا على تكرارها في حياتنا اليومية، حتّى أصبحت مترسّخة في أذهاننا، وصرنا نعتبرها من البديهيات، والآن استرخ وانضم إلينا لنبدأ الحديث عن مبادئ هذه الأداة وعن السر الذي غيّر حياة أكثر من عشرة ملايين شخص اكتشفوا سحر هذه الأداة.
①- انس خرافة الحافز وابدأ التغيير
يعتقد الكثير من الأشخاص بأنّ التغيير بحاجة إلى حافز ودافع لكي نقدم عليه ، ولكنّ هذا الأمر غير صحيح على الإطلاق، ماذا لو لم تجد هذا الحافز غدا، ماذا لو لم تجده بعد عدّة أيام، إنّ ما نحتاجه حقًّا هو عدم إعطاء فرصة لعقلنا كي يفكّر، لأنّه مصمّم خصّيصًا لحمايتنا.
ولذلك فكلّ ما عليك إذا راودتك فكرة معينة هو بداية العدّ مباشرة من خمسة إلى واحد، ثمّ نفّذ تلك الفكرة مهما كانت العواقب، فهذه القاعدة تساعدك على تدمير النّظام المعتاد والعادات البائسة كالخوف والشّك والقلق والشّعور بعدم الأمان.
لا أهميّة لما ولد عليه الإنسان، فالمهم هو ما صاره بعد ذلك
②- أعد التفكير في مختلف جوانب حياتك
فكلّنا يعرف أنّه إذا صادفتنا أيّ مشكلة فإنّ دماغنا يبدأ في طرح الأسئلة. ماذا لو حصل كذا؟ ماذا لو لم أنجح ؟ ماذا سيقول النّاس عنّي... وفي الغالب سنتراجع إلى الوراء ولن نقوم بأيّة خطوة إلى الأمام.
وهنا يأتي دور هذه القاعدة، عليك أن تبدأ العدّ فورًا، وتشرع في ممارسة الجرأة يوميّا للتّغيير، عليك أن تطبّقها في اكتساب عادة الاستيقاظ مبكّرًا في الصباح وعدم الضّغط على زرّ إعادة التّنبيه، طبّقها في المطالبة بحقوقك، طبّقها في قول كلمة حقّ...فغالبًا لن تسوء الأمور، ولن تحدث تلك الخيالات التي كانت تقفز داخل دماغك وتحاول منعك من التغيير.
عندما يتعلّق الأمر بالتغيير وبالأهداف والأحلام، فإنّ عليك أنْ تراهن على نفسك فقط
③- ركّز على ما هو مطلوب لا على ماهو ممكن
تعمل أدمغتنا عند حصول مشكلة معيّنة أو موقف معيّن على التّفكير فيما يمكن أن نواجهه من رفض أو إحراج، وهذا عوض التّفكيير في أنّ علينا القيام بتلك الأمور لتغيير واقعنا.
الجرأة موجودة فينا منذ الولادة، وكلّ ما عليك هو العثور عليها في الرّكام الموجود داخلك
④- ماذا تنتظر لتبدأ
يقضي معظمنا وقتًا طويلا في انتظار اللحظة المناسبة، ربما لن تحسّ بهذا الأمر في البداية، لكن مع ازدياد عمرك في الارتفاع، فسيزداد شعورك بالندم، حول تلك الأمور التي كان ينبغي عليك فعلها، والتي كان من الممكن أن تحدث تغييرا كبيرا في حياتك وعملك وثقتك بنفسك.
إنّنا نركنُ إلى تفضيل الأمان على المغامرة والجرأة، ونقنع أنفسنا بأن الوقت لم يحن بعد. لكنّ الحقيقة أنّنا خائفون حتّى من المحاولة، إنّنا نطرح على أنفسنا التّساؤلات: ماذا لو فشلت؟ لكنّ السؤال الذي يجب أن نطرحه هو ماذا لو كنت مخطئًا بشأن المخاوف التي في داخلي والتي لا أساس لها.
وماذا لو فشلت ؟ لقد فشل جميع العباقرة والمخترعين وكل من أراد التغيير، ولكن مع استمرار المحاولة وصل أخيرا إلى النّجاح.
لا تستطيع التحقق من صحة أفكارك إلّا عندما تضعها موضع التّطبيق
⑤- افصل أفكارك عن الأفعال التي تقوم بها
إنّنا نسمح لأحاسيسنا عادة بأن تتخذ القرار قبل أن نتّخذه نحن. وفي الغالب لا تكون تلك الأحاسيس منسجمة مع أهدافنا وأحلامنا، لذلك فقاعدة الخمس ثواني تساعدك في تجاهل أمر أحاسيسك.
إنه أمر مؤكّد أنّك لن تحسّ بمزاج جيد عندما تريد بدأ تمارينك الرياضية، أو مذاكرة دروسك، لن تحسّ بشعور طيّب عندما تنظر في قائمة مهامك التي عليك إنجازها اليوم، لكنّ الحل هو بداية العدّ فقط ثمّ الانطلاق، وسيتحسّن مزاجك فورًا، ستجد أنّك قد اندمجت وشرعت في إنجاز المهام ونسيت أمر أحاسيسك.
وهذا هو الذي يميّز النّاجحين عن الفاشلين، فهم قادرون على فكّ الارتباط بين أحاسيسهم وأفعالهم، فلو نظرت إلى أيّ رياضي ناجح فإنّك ترى أنّه يحسّ بتعب أثناء المقابلة، ولكنّه يصرّ على تجاهل أحاسيسه، ويواصل اللّعب إلى النهاية.
⑥- الانزلاق أمر طبيعي، فعدْ إلى الطّريق
إنّ الأمر لا يحتاج لأكثر من البداية، قد لا تجد نفسك راغبًا في مواصلة القيام بذلك الأمر، فتبدأ في التكاسل والتراخي، كلْ ما عليك هو النّهوض، وفعل ما عليك فعله.
إذا بدأت ممارسة الرّياضة، فقد تبدأ في إقناع نفسك أنّ وزنك ليس زائدًا ولذلك فلا داعي للتمرينات الرياضية المرهقة، ونفس الأمر ينطبق على أيّ مجال تحاول التغيير فيه، ستجد الأعذار دائمًا للتّراجع، ولذلك عليك التّفكير في النّتيجة التي ستصل إليها، عليك التّفكير في نظرة الآخرين إليك عندما يرونك قد وصلت إلى ما تريده، عليك الالتزام والنّهوض بعد كلّ سقوط، بإمكانك فعل ذلك.
تحمّل المسؤولية، الأمر لن يكون سهلاً بالتّأكيد، لكنّه يستحق العناد
⑦- ارفع طاقة الإنتاجية لديك لأعلى مستوياتها
لا يكفي استخدامك لقاعدة الثوانى الخمس في إرغام نفسك على ترك الفراش فقط، بل عليك التعامل بشكل جاد مع ما يقلّل إنتاجيتك كإدمانك على هاتفك ومراقبة بريدك الالكتروني ومواقع التواصل الاجتماعي عند استيقاظك مباشرة.
يجب عليك تطبيق قاعدة الخمس ثواني في التّخطيط ليومك كلّه بداية من نهوضك من فراشك، وتنظيف أسنانك، وترتيب سريرك، إلى التركيز على البداية بالعمل الصّعب والأهم و المفيد بالنّسبة لك، وكذا يجب أن لا تنسى أن تحسب حسابًا حتّى للوقت الذي تنهي فيه عملك، وأن تلزم نفسك على التوقف، وتعطي نفسك فرصة للرّاحة والجلوس مع عائلتك، وبهذا تكون قد حظيت بيوم مثالي.
لن يعملَ أيّ شيء إلّا إذا عملت أنت
⑧- ضع حدّا لمعضلة التسويف
يعاني أغلبنا من ظاهرة التسويف، وتجنب العمل على مشروعاتنا الرئيسية ، والمشكلة تكمن في أننا نرى أنفسنا لم نصل لـ ما نريده رغم ما بذلناه، فنبدأ في الشكّ بقدراتنا،وتهتزّ ثقتنا بأنفسنا، وهو ما يدفعنا للهروب من الشدّة النّفسية، وإلهاء أنفسنا بما يخفف عنا الضغوطات كالفيسبوك واليوتيوب مثلا.
والحل لقهر التسويف هو عدم جلد ذاتك و مسامحة نفسك أولا، فما نحن إلّا بشر في نهاية المطاف، ثمّ تخيل نفسك عندما تصل إلى ذلك الهدف الذي تريده، فهذا سيعطيك دافعًا لبداية العمل، وبعد ذلك بداية العد، وإجبار نفسك على أن تبدأ في ذلك العمل لمدّة 15 دقيقة، ويمكنك مكافأة نفسك بعد ذلك، بهذه الطريقة يمكنك انجاز تقدم في حياتك والتهام ذلك الضّفدع، كما يقول برايان تريسي.
⑨- لا تكن أنت أول عدو لنفسك
ستصادف في هذه الحياة الكثير من النّاس الذين لا يقدرون قيمتك، ولا يملكون المنظار الذي تنظر به لهذه الحياة، فإذا أردت تغيير حياتك حقا، فحذاري أن تستمع لهم، عليك أن تبني ثقة حقيقية بنفسك.
وقلت تبني ... لأنّ الثقة لا تولد مع الإنسان، بل هي مهارة يمكن اكتسابها من خلال ممارسة الجرأة اليومية، لذلك فلا يعني أن الشخص الذي يرفع صوته ويكثر الكلام في المجالس يملك ثقة أكثر، ولا يعني أنّ الشخص الانظوائي فاقد للثقة، بالعكس قد تكون الثقة لدى الشخص الثّاني أكبر، ولكنّه يفضّل العمل في صمت.
عليك اذن أن تستخدم قاعدة الثواني الخمس وتبدأ ممارسة الجرأة اليومية في حياتك وعملك، وتطبقها على الأفعال التي تخشى فعلها، وشيئًا فشيئًا ستجد أنّ ثقتك بنفسك قد أصبحت أفضل.
الكنز الذي تبحث عنه موجود في الكهف الذي تخشى دخوله
خاتمة
أخيرا: أتمنى أن تكون قد استفدت من قراءة هذا الشّرح المختصر لكتاب قاعدة الثواني الخمس، يمكنك تحميل نسخة من هذا الكتاب البسيط مجاناً بصيغة PDF، و الحصول على متعة قراءته بنفسك، و سأكون سعيدا إذا شاركتني في التّعليقات خلاصة رأيك في محتواه، وهل ساعدك لتكون شخصا جديدا أم لا ؟ فقط اقرأ ثمّ قرّر و أدخل التّغيير على حياتك بممارسة الجرأة اليومية.
بعد سنوات ستتمنى لو أنّك بدأت الآن، الأمر بيدك فابدأ، ولا تلتفت لخفافيش الظّلام
تعليقات
إرسال تعليق